كيف أستمتع بصلاتي !!

http://sphotos-a.xx.fbcdn.net/hphotos-ash4/c0.0.400.400/p403x403/296989_406198046111361_169615606_n.jpg
يقول السائل:

أرشدوني إلى طريقة للوصول إلى حالة الاطمئنان والخشوع أثناء تأدية العبادات، من صلاةٍ وذكر وصيام؛ حيث إني أقوم بتأديتها دون أن أحس بها أو أشعر بأدائها، ولا أعلم إن كان ذلك بسبب السرعة التي تعودت عليها، والقلق المتواصل في حياتي المهنية، أو أن هناك سبباً آخر لا قدر الله كضعف في الإيمان، وأرجو أن لا يكون ذلك. بارك الله فيكم، وجزاكم كل الخير.


الجواب:


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، ثم أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم بخير.
جزاكِ الله خيراً، ووفقك لما يحب ويرضى أختي الكريمة

نكتب لك جواب سؤالك وقد دخلنا في العشر الفضيلة من شهر رمضان المبارك .. ولا شك أن ما سألتي عنه من البحث عن الإطمئنان والخشوع في الصلاة هو من الأمور الهامة حيث أن الصلاة من أهم العبادات التي يؤديها المسلم يومياً .. فإذا تحسن حاله فيها خضوعاً واطمئناناً وخشوعاً انعكس ذلك على سائر حاله .. والعكس بالعكس .. وإليك بعض الإشارات الهامة ..
1. الصلاة الهادئة والتي لا استعجال فيها ولا سرعة تعين صاحبها على الخشوع والإطمئنان ، فقد قال المصطفى للرجل المسئ في صلاته(..إذا ركعت فاطمئن راكعاً...) فليس من الصحيح أن نقضي وقتاً طويلاً أمام لعبة الكترونية أو قراءة جريدة أو حوارات طويلة قد تكون بلا فائدة بينما نبخل على أنفسنا ببضع دقائق إضافية تزيد من خشوعنا وخضوعنا في الصلاة..
2. السجود:  السجود الخاضع والطويل من أمتع نعم الحياة .. حاولي أختي الكريمة أن تطيلي السجود وأن تكثري من الدعاء فيه .. وعندما تعتادي على ذلك ستشعرين بلذة عجيبة وقرب شديد من الله ..قال عليه الصلاة والسلام : أقرب ما يكون العبد من الله وهو ساجد ) ، وعندما سأل أحد الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم صحبته في الجنة قال له: أعني على نفسك بكثرة السجود ..  ففي السجود يشعر الإنسان بكمال ضعفه وكمال قوة الله .. وعندها تتحقق له العبودية التي تنتج راحة وسعادة واطمئناناً كبيراً .. ولا أجدني محتاجاً لترغيبك في كثرة السجود وإطالته بأن أنقل لك ما يذكره بعض أهل الطب من أن في الدماغ شحنات كهربائية يتم تفريغها إيجابياً عن طريق ملامسة الرأس للأرض ، ويكون لذلك أثره الجيد على عقل الإنسان وراحته .. ، أقول أنه لا ينبغي لنا أن نجعل قيامنا بهذه العبادات الجليلة من منطلق صحي .. وإنما من منطلق شرعي بحت .. وما يأتي من فوائد صحية أو غيرها فإنما هو تبع وغير مقصود ابتداءً
3. الله عز وجل من أسمائه الحسنى أنه شكور .. فهو سبحانه وتعالى لا يحرم من أقبل عليه بصدق بل يشكر له ذلك .. فمن أراد الله والدار الآخرة وفقه لها .. ومن حرص على الخشوع لم يحرمه منه .. فقط على الإنسان أن يصدق في هذه الإرادة ويحرص عليها ولن يحرم الله عبداً لجأ إليه .. فإذا دعوت الله أن يلين قلبك ويرزقك الخشوع والخضوع، وزدت على ذلك بأنك حرصت على الهدوء والتروي في صلاتك وحسن التجهز لها بأدائها في وقتها .. فإن الله سيعطيك من فضلك الواسع.
4. التنويع في الآيات المتلوة في الصلاة مطلب مهم .. فالإنسان مع كثرة تكراره لسور أو أيات معينة ، قد يبتعد عن التفكر في معانيها، وتصبح لديه وكأنها مجرد محفوظات يكررها دون وعي أو تدبر .. فإذا كانت محفوظاتنا من القرآن قليلة فلنزدها .. فإن هذا كلام ربنا .. وهو خير ما يستحق أن نحفظه ليحفظنا الله به.
5. استحضار عظمة الله وجلاله وكبريائه وقوته وقهره سبحانه وتعالى تزيد من خضوع الإنسان وخشوعه .. فهيبة الإنسان ممن أمامه إنما تزيد كلما عرف عن حقيقة عظمته .. فلتتفكري في أسماء الله تعالى وصفاته لتشعري وأنت في الصلاة أنك واقفة أمام : العظيم .. الجبار .. القهار .. الخبير .. العليم .. مالك الملك .. الواحد .. الأحد .. الفرد .. الصمد ..
كم من الآثار العظيمة التي تفيضها على قلوبنا استحضار دلالات ومعاني هذه الأسماء العظيمة.
6. الذنوب والمعاصي لها شؤم يؤثر على استمتاعنا بصلاتنا وسائر عباداتنا .. فالمعصية تقول أختي أختي .. والطاعة تقول أختي أختي.. وجربي أن تقبلي على صلاتك بعد طاعة كصدقة أو صلة رحم أو غيرها .. ثم انظري أثر هذه الطاعة على خشوعك وخضوعك في ركوعك وسجودك .. 
7. الدعاء والذكر .. من أسباب رقة القلب واستمتاعه بالعبادة . قال تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب) . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية تأملت أفضل الدعاء فوجدته ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) .. والدعاء أختي الكريمة له قصة طويلة .. إنه بالفعل متعة من متع الحياة .. يشعر فيه العبد أن هناك من يسمع شكواه وهو قادر على تلبيته ، ويشعر فيه الإنسان إنه ليس بمفرده في هذه الحياة .. (كلا إن معي ربي سيهدين ) .. الدعاء أيتها الفاضلة يشعر القلب بالأمان والطمأنينة والسعادة .. إنه يشعرك بقرب الله .. فهل بعد هذه المتعة من متعة أن تشعري بقرب الله لك ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ..)
وأخيراً .. أسأل الله تعالى في هذه الأيام واليالي الفاضلة أن يوفقنا وإياك إلى عبادته؛ ويمتعنا بها؛ ويثبتنا عليها؛ ويختم بها أعمالنا؛ فنموت عليها؛ ونبعث عليها؛ فنلقى الله عزوجل بما يرضيه عنا..
والله يرعاك
http://sphotos-a.xx.fbcdn.net/hphotos-ash4/c0.0.400.400/p403x403/296989_406198046111361_169615606_n.jpg
يقول السائل:

أرشدوني إلى طريقة للوصول إلى حالة الاطمئنان والخشوع أثناء تأدية العبادات، من صلاةٍ وذكر وصيام؛ حيث إني أقوم بتأديتها دون أن أحس بها أو أشعر بأدائها، ولا أعلم إن كان ذلك بسبب السرعة التي تعودت عليها، والقلق المتواصل في حياتي المهنية، أو أن هناك سبباً آخر لا قدر الله كضعف في الإيمان، وأرجو أن لا يكون ذلك. بارك الله فيكم، وجزاكم كل الخير.


الجواب:


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، ثم أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتم بخير.
جزاكِ الله خيراً، ووفقك لما يحب ويرضى أختي الكريمة

نكتب لك جواب سؤالك وقد دخلنا في العشر الفضيلة من شهر رمضان المبارك .. ولا شك أن ما سألتي عنه من البحث عن الإطمئنان والخشوع في الصلاة هو من الأمور الهامة حيث أن الصلاة من أهم العبادات التي يؤديها المسلم يومياً .. فإذا تحسن حاله فيها خضوعاً واطمئناناً وخشوعاً انعكس ذلك على سائر حاله .. والعكس بالعكس .. وإليك بعض الإشارات الهامة ..
1. الصلاة الهادئة والتي لا استعجال فيها ولا سرعة تعين صاحبها على الخشوع والإطمئنان ، فقد قال المصطفى للرجل المسئ في صلاته(..إذا ركعت فاطمئن راكعاً...) فليس من الصحيح أن نقضي وقتاً طويلاً أمام لعبة الكترونية أو قراءة جريدة أو حوارات طويلة قد تكون بلا فائدة بينما نبخل على أنفسنا ببضع دقائق إضافية تزيد من خشوعنا وخضوعنا في الصلاة..
2. السجود:  السجود الخاضع والطويل من أمتع نعم الحياة .. حاولي أختي الكريمة أن تطيلي السجود وأن تكثري من الدعاء فيه .. وعندما تعتادي على ذلك ستشعرين بلذة عجيبة وقرب شديد من الله ..قال عليه الصلاة والسلام : أقرب ما يكون العبد من الله وهو ساجد ) ، وعندما سأل أحد الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم صحبته في الجنة قال له: أعني على نفسك بكثرة السجود ..  ففي السجود يشعر الإنسان بكمال ضعفه وكمال قوة الله .. وعندها تتحقق له العبودية التي تنتج راحة وسعادة واطمئناناً كبيراً .. ولا أجدني محتاجاً لترغيبك في كثرة السجود وإطالته بأن أنقل لك ما يذكره بعض أهل الطب من أن في الدماغ شحنات كهربائية يتم تفريغها إيجابياً عن طريق ملامسة الرأس للأرض ، ويكون لذلك أثره الجيد على عقل الإنسان وراحته .. ، أقول أنه لا ينبغي لنا أن نجعل قيامنا بهذه العبادات الجليلة من منطلق صحي .. وإنما من منطلق شرعي بحت .. وما يأتي من فوائد صحية أو غيرها فإنما هو تبع وغير مقصود ابتداءً
3. الله عز وجل من أسمائه الحسنى أنه شكور .. فهو سبحانه وتعالى لا يحرم من أقبل عليه بصدق بل يشكر له ذلك .. فمن أراد الله والدار الآخرة وفقه لها .. ومن حرص على الخشوع لم يحرمه منه .. فقط على الإنسان أن يصدق في هذه الإرادة ويحرص عليها ولن يحرم الله عبداً لجأ إليه .. فإذا دعوت الله أن يلين قلبك ويرزقك الخشوع والخضوع، وزدت على ذلك بأنك حرصت على الهدوء والتروي في صلاتك وحسن التجهز لها بأدائها في وقتها .. فإن الله سيعطيك من فضلك الواسع.
4. التنويع في الآيات المتلوة في الصلاة مطلب مهم .. فالإنسان مع كثرة تكراره لسور أو أيات معينة ، قد يبتعد عن التفكر في معانيها، وتصبح لديه وكأنها مجرد محفوظات يكررها دون وعي أو تدبر .. فإذا كانت محفوظاتنا من القرآن قليلة فلنزدها .. فإن هذا كلام ربنا .. وهو خير ما يستحق أن نحفظه ليحفظنا الله به.
5. استحضار عظمة الله وجلاله وكبريائه وقوته وقهره سبحانه وتعالى تزيد من خضوع الإنسان وخشوعه .. فهيبة الإنسان ممن أمامه إنما تزيد كلما عرف عن حقيقة عظمته .. فلتتفكري في أسماء الله تعالى وصفاته لتشعري وأنت في الصلاة أنك واقفة أمام : العظيم .. الجبار .. القهار .. الخبير .. العليم .. مالك الملك .. الواحد .. الأحد .. الفرد .. الصمد ..
كم من الآثار العظيمة التي تفيضها على قلوبنا استحضار دلالات ومعاني هذه الأسماء العظيمة.
6. الذنوب والمعاصي لها شؤم يؤثر على استمتاعنا بصلاتنا وسائر عباداتنا .. فالمعصية تقول أختي أختي .. والطاعة تقول أختي أختي.. وجربي أن تقبلي على صلاتك بعد طاعة كصدقة أو صلة رحم أو غيرها .. ثم انظري أثر هذه الطاعة على خشوعك وخضوعك في ركوعك وسجودك .. 
7. الدعاء والذكر .. من أسباب رقة القلب واستمتاعه بالعبادة . قال تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب) . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية تأملت أفضل الدعاء فوجدته ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) .. والدعاء أختي الكريمة له قصة طويلة .. إنه بالفعل متعة من متع الحياة .. يشعر فيه العبد أن هناك من يسمع شكواه وهو قادر على تلبيته ، ويشعر فيه الإنسان إنه ليس بمفرده في هذه الحياة .. (كلا إن معي ربي سيهدين ) .. الدعاء أيتها الفاضلة يشعر القلب بالأمان والطمأنينة والسعادة .. إنه يشعرك بقرب الله .. فهل بعد هذه المتعة من متعة أن تشعري بقرب الله لك ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ..)
وأخيراً .. أسأل الله تعالى في هذه الأيام واليالي الفاضلة أن يوفقنا وإياك إلى عبادته؛ ويمتعنا بها؛ ويثبتنا عليها؛ ويختم بها أعمالنا؛ فنموت عليها؛ ونبعث عليها؛ فنلقى الله عزوجل بما يرضيه عنا..
والله يرعاك

المشاركات الشائعة

شاركنا معلوماتك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يتيح الموقع لزواره الكرام المشاركة في الموقع ، وذلك إذا كانت لديك أية معلومة جديدة كيف ما كان نوعها لم يتم التطرق لها من قبل في مواقع أخرى.،حيث سنعمل على نشرها اذا كان مناسبة و مستوفية لشروط النشر، مع ذكر إسم صاحب الخبر. إن المشاركة في إرسال أخبار إلى الموقع هو عمل تطوعي بشكل كلي ويرجى إرسال الخبر إلى البريد الإلكتروني التالي: wydaditop1@hotmail.com

صفحتنا على الفايس بوك

اشترك في القائمة البريدية لمدونة المعلومات

ضع بريدك هنا حتى يصلك كل جديد:

هه

تت

تنويه..

كل معلومة تنشر على المدونة يتم التأكد من صحتها قبل رفعها..،لذا شعارنا "المصداقية" في تجميع و طرح المعلومات و غيرها.

المتابعون الآن

Recent Posts

من نحن??

نحن مدونة هدفها نشر الوعي و الثقافة بين المجتمع العربي في ظل الحملات الهدامة للعقل التي ثبتها اغلب القنوات و المواقع و التي من اجلها تريد تحطيم الشاب العربي بعرضها لبرامج هابطة سخيفة...من أجل هذا جاءت فكرة طرح الموقع او المدونة التي تجدون فيها جميع انواع المعلومات التي من شأنها ثتقيفكم...لهذا فنحن نشكركم على وضعكم الثقة فينا و بإذن الله لن نخيب ظنكم. إن أفادتكم المدونة لا تنسوا ان تدلوا اصدقاءكم عليها""فالدال على الخر كفاعله"" و شكرا لكم مجددا ــــ مصداقية المعلومات عنواننا.

List Widget